مصر القديمة هي ثمرة التوحيد
ماذا بقى من الحضارة المصرية القديمة التي تعد بكل المقاييس واحدة من أهم حضارات العالم، بضعة من المعابد، ونقوش على الجدران، وطقوس غامضة، وأسرار عن الحياة والموت، أم أن المعنى الذي تجسده أكبر من ذلك؟ لقد بدأت في آسيا محاولة أخيرة. متأخرة بالطبع. لرد اعتبار هذه الحضارة. وبدأت الاكتشافات المدوية تعلن أن التراث الإغريقي الفكري الشهير لم يكن إلا أصداء فرعونية كانت هذه هي بقعة الضوء الضئيلة التي يمكن ان تنير السراديب المظلمة لهذه الحضارة. فقد عمرت أكثر من أي حضارة وأثرت كل الحضارات التي جاورتها أو تلتها. فقدت وهبت الملوك مثلا أعلى للسلطة المطلقة. وأعطت الحكومات صورة نادرة من الإدارة المركزية. ووهبت الفن والأدب ذلك الافتتان والسخرية والإحساس بالظرف الرفيع. كما أن آلهتها الشهيرة إيزيس قد أضافت لمسة سحرية على العالم ما زالت باقية حتى الآن. من كل هذا نقدم بعضا من لمحات هذه الحضارة العريقة.
وصف مصر القديمة بالفرعونية يناقض الحقيقة، فالفرعون لم يكن منصبا ولكنه كان صفة لشخص ارتبط اسمه بالظلم.. فلماذا يطلق على كل ملوك مصرفراعنة؟
إن لفظ (فرعون) يعني صفة لشخص وليست منصبا أو وظيفة. وهي صفة تعني البغي والطغيان مصداقا لقوله تعالى مخاطبا كلا من سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام: ( اذهبا إلى فرعون إنه طغى ) . كذلك من صفات فرعون التعالي والإسراف في الأرض: ( وإن فرعون لعال في الأرض، وإنه لمن المسرفين ) .
أيضا من صفاته تضليل الناس عن دعوة الحق: ( وأضل فرعون قومه وما هدى ) كما أن من صفات فرعون تشتيت الناس وجعلهم فرقاء وأحزابا متناحرة يمكن له السيطرة عليهم، مصداقا لقوله تعالى: ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً ) . ناهيك عما يتصف به فرعون من تسلط وتجبر وتأليه نفسه على الناس، مصداقا لقوله تعالى: ( وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ) وقوله تعالى أيضا: ( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) .
يؤكد ما سقناه آنفا أن لفظ فرعون يختص بصفة لشخص سماته التجبر والطغيان والبغي بين الناس- سواء كان حاكما أو دون ذلك ...
كما أنه أمر لا يتعلق بفترة زمنية يختص بها تاريخ مصر القديم كما يظن البعض، بل أمر دائم ومستمر في الوجود لأنه يخص صفات وسلوكيات نوعية معينة من البشر، لا نزال نعايش الكثير منها في زمننا الحالي، ونعاني من صفاتهم، يدل على هذا الأمر ويؤكده حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فرعون أمتي أشد عليها من فرعون أخي موسى. )
أما حاكم مصر في زمن سيدنا يوسف عليه السلام، فقد وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بأنه (ملك)، ولم يصفه بـ(فرعون)، لأنه كان من المؤمنين بسيدنا يوسف، مصداقا لقوله تعالى: ( وقال الملك أئتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمن. قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) .
وقد ساعد على انتشار هذه المفاهيم الباطلة عن المصريين القدماء، عجز أغلب علماء المصريات عن فهم ما تحمله اللغة المصرية القديمة من رموز تدل على معان وحقائق معينة. فقد حوت الآثار المصرية الكثير من الكتابات والنقوش، التي تؤكد أن الكتابة المصرية (رمزية صورية) وليست حرفية، مثل باقي اللغات.. فعلى سبيل المثال نجد أحد النقوش الموجودة في المعابد يظهر الميزان، وفي إحدى كفتيه قلب، وفي الكفة الأخرى ريشة، وفي تعبير عن إدراكهم أن الحساب في الاخرة مناطه ما يحمله القلب من خير أو شر، مصداقا لقوله تعالى: ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) . فقد كان المصريون القدماء يعتقدون تماما في الاخرة وفي الحساب وفي الخلود بعد الموت. ويشير د. نديم السيار في كتابه (قدماء المصريين أول الموحدين)، إلى هذه الحقيقة فيقول: "إن الكثير من مصطلحات تلك اللغة المصرية القديمة.. مازال حتى الآن غامضا مستغلقا.. يحاول العلماء استكشافه يوما بعد يوم.. وبرغم صعوبة الترجمة لبعض ألفاظها خاصة ما كان متعلقا بأفكار عقائدية فإنه برغم ذلك كله، بدأ بصيص الحقيقة يظهر".
الحضارة المصرية ثمرة للإيمان
أخرج جلال الدين السيوطي في كتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصروالقاهرة) أن مصر ذكرت في القرآن أكثر من ثلاثين مرة، وقع فيها ذكرمصركناية أو تصريحاً. كما نقل عن (الكندي) تعليقا بأنه لا يعلم بلداً في أقطار الأرض أثنى الله عليه في القران بمثل هذا الثناء، ولا وصفه هذا الوصف، ولا شهد له بالكرم والأمن.. مثل مصر بأمر من الله تعالى: ( ادخلوا مصرإن شاء الله آمنين ) حيث تدل هذه الآية على أن مصربأمر من الله تعالى ستكون دوما بلد الأمن والأمان. كذلك قوله تعالى: ( اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم ) أي أن كل ما يمكن أن يسأل عنه سائل من احتياجات مادية ولا مادية على إطلاقها سيجد جواب سُؤله فى مصر .
أجل لقد كانت مصر بحق فصلا في تاريخ كل رسالة سماوية، كما كانت ولاتزال حصن الإسلام ومعقله الحصين. وإن الحضارة المصرية القديمة، وهي أحد ينابيع الحضارة الإسلامية العربية العظيمة، ثمرة من ثمرات إيمان أهل مصربرسل الله تعالى الذين شرفت أرض مصربأن كانت موطئا لأقدامهم، وأن التوحيد والإيمان بالخالق كان عاملاً أساسيا في بناء هذه الحضارة، والتي خلدت بخلود العقيدة.
_________________
عفريت النت
بتعذبني .. طب ماتقولي إن أنا مش ليك
ولا أنا ليك ؟
إنت عايزني ؟؟
ولا سايبني أتعلق بيك .. وتعبي راضيك
بتعذبني .. طب ماتقولي إن أنا مش ليك
ولا أنا ليك ؟
إنت عايزني ؟؟
ولا سايبني أتعلق بيك .. وتعبي راضيك
0 التعليقات:
إرسال تعليق